شاركت قيادة وموظفو مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية اليوم الاحد 11 محرم 1447هــ الموافق 6 يوليو 2025م ، في مسيرة إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، تحت شعار "هيهات منا الذلة".
ازدانت المسيرة، بالشعارات واللافتات والرايات المعبرة عن مظلومية الإمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام، إلى جانب العلمين الوطني والفلسطيني، في تأكيد شعبي على تلازم الموقف الحسيني مع معركة الأمة الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وعبر المشاركون في المسيرة عن ارتباطهم المتجذر بقضية الإمام الحسين عليه السلام، بوصفها قضية أمة التي تستلهم منها المواقف، وتبنى عليها الرؤى، ويستحضر فيها الحق في أوضح صوره، والثبات في أشد ميادينه، والولاء في أصفى معانيه.
وأكد المشاركون في المسيرة أن ذكرى عاشوراء مسار ووعي مستمر، تستلهم منه الشعوب أدوات النهوض، وتؤسس عليها مفاهيم الحرية والعدالة، وتستمد منها الجرأة على قول الحق ومواجهة الجائرين.
وأشاروا إلى أن الشعب اليمني، وهو يُحيي هذه الذكرى من قلب معاناته، يُعيد قراءة كربلاء من بوابة فلسطين، ويرى في دم الحسين وهجاً للمقاومة، وفي سيفه طريقاً للعزة، وفي صبره نواة لصناعة أمة حية لا تنكسر.
وأوضح المشاركون في المسيرة أن عاشوراء جسدت أعظم امتحان للولاء، حين سقطت الأمة وارتفعت راية يزيد، واليوم يتكرر المشهد في غزة، حيث يُذبح الأطفال كما ذُبح الحسين، وتُهدم البيوت كما هُدمت خيام آل البيت، والحق ما زال يستصرخ الضمائر.
وأشادوا، باستمرار عمليات القوات المسلحة اليمنية لنصرة غزة الجريحة، واعتبروها امتداداً طبيعياً لنهج الحسين في مواجهة الطغاة ونصرة المستضعفين، وتجسيداً عملياً لروح عاشوراء التي لا تنكفئ أمام الجبروت ولا تساوم على الحق، بل تبادر إلى ميدان المواجهة دفاعاً عن الكرامة والهوية.
وأكد المشاركون في المسيرة أن الموقف العسكري اليمني تجاه العدوان على فلسطين يمثل الرد الصادق على كل من أراد إذلال غزة وتجريدها من عمقها العربي والإسلامي، ويعبر عن وعي شعب لم يتخلّ يوماً عن قضايا أمته، بل جعل منها بوصلته السياسية والعقائدية في كل معركة وموقف.
كما أشادوا بموقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أعلن بوضوح أن اليمن في مقدمة الصفوف، وأن عاشوراء تتجلى اليوم في غزة، وأن على الأمة أن تنهض كما نهض الحسين، أو تستعد لدفع الثمن ذاته الذي دفعته كربلاء.
وثمن المشاركون في المسيرة المواقف الشعبية في اليمن وسائر محور المقاومة، التي تواصل حراكها السياسي والجماهيري والعسكري، في مشهد يكشف أن مدرسة الحسين ما تزال تنجب الثوار، وتصنع المقاومين، وتغرس بذور الحرية في وجه الظلم.
وتناولت الكلمات التي ألقيت في المسيرة ، مناقب الإمام الحسين، مستعرضة الأبعاد التربوية والسياسية والاجتماعية لواقعة كربلاء، وربطتها بواقع الأمة المعاصر، في ظل تصاعد العدوان على الشعوب الحرة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى حجم الجراح التي خلفها انحراف الأمة عن نهج أهل البيت، وكيف أن خذلان الحسين لا يزال يتكرر في كل خذلان للحق، وفي كل تبرير للطغيان، وفي كل صمت أمام دماء تراق في فلسطين واليمن وسائر بلاد الأمة.
ونوهت الكلمات الى أن عاشوراء ليست ماضياً يُروى، بل مشروعاً يُستكمل، وأن كل من سار على درب الحسين هو وريث لموقفه، وجزء من معركته، وخادم لقضيته، ومنصة نضال ضد كل يزيدٍ جديد.
وأكدت الكلمات أن اليمنيين يتصدرون مشهد الوعي الثوري في الأمة، ويعيدون تعريف الكرامة من بوابة الحسين، ويجددون البيعة بدماء الشهداء، وبصمود رجال الجبهات، وبصوت الأطفال في وجه الحصار.
ولفتت الكلمات إلى أن كربلاء ليست رواية بكائية، بل مشهد ثوري شامل، فيه المعركة بين النور والظلام، بين الصدق والنفاق، بين أمة تتبع الأنبياء، وأخرى تتبع السلاطين، والحسين هو المعلم الأول لطريق النصر رغم قلة الناصرين.
ولفتت إلى أن خروج اليمنيين اليوم يجسّد انتماءهم الصادق لمعسكر الحسين، ويحمل رسالة واضحة بأنهم يعبّرون عن قضيته بالمواقف الشجاعة، ويخلّدون ذكراه بالفعل والسيف، ويجعلون من الشعارات منطلقاً للتحرك العملي في ميادين العزة وساحات الكرامة لمناهضة ثالوث الشر الأمريكي الصهيوني البريطاني.
وأكدت الكلمات أن اليمن يخط مساره بعين على الحسين، وأخرى على القدس، وأن الارتباط العقائدي بقضية فلسطين ليس شعاراً، بل ميثاقاً وثقافة وجزءاً من الهوية الوطنية والدينية والإنسانية.
واعتبرت الكلمات التي القيت في المسيرة أن سقوط كربلاء لم يكن في عاشوراء فقط، بل بدأ حين صمتت الأمة، وتفرّقت، ومالت إلى الدنيا، وأن الأسباب ذاتها هي التي تنتج الكوارث اليوم، والمواقف نفسها هي التي تعيد للأمة شرفها وثقلها ومكانتها.
وجددت الجماهير المشاركة في المسيرة على السير على درب كربلاء، تأكيداً على أن النهج الحسيني ما يزال نابضاً في وجدان الأمة، وأن اليمن، وهو يحيي عاشوراء، يرفع راية الموقف الأصيل في وجه الغزاة، ويصطف بثقة إلى جانب فلسطين في معركتها الكبرى ضد الاستكبار والاحتلال.